كشفت إحصائية إن الأطفال المصابون بالأمراض النفسية يعانون كثيراً في عصرنا الحالي وقد وجدت العديد من الأمراض النفسية الموجودة في جينات الإنسان وهذه الأمراض مزمنة وتحتاج العديد من الوقت لمعالجتها، منها مرض التوحد وهو أحد الأمراض الشائعة كثيراً في مجتمعنا المعاصر أو الحاضر ويطلق ايضاً على هذا المرض"Autism" بمعنى اضطرابات التطور المسماة باللغة الطبية العالمية "اضطرابات في الطيف الذاتي" ويظهر هذا المرض بمرحلة الطفولة قبل بلوغ الطفل سن الثلاث سنوات بالأغلب، وأول من أكتشف التوحد هو الطبيب النفسي "ليو كانر" عام 1943،بعد ملاحظته عدد من الأطفال الذين يتصفون بعدم قدرتهم على التواصل مع الآخرين، ورفضهم تغيير الروتين بالإضافة على حركات نمطية مكررة وميلهم إلى العزلة .
التوحد أمراض نفسية متكررة في دول العالم
ذكرت منظمة الصحة العالمية للولايات المتحدة منظمة الصحة العالمية في موقعها الإلكتروني أخصاءيه تظهر التقديرات "أن طفلاً واحداً من كل 160 طفلاً يعاني اضطرابات التوحد، التي تظهر في مرحلة الطفولة وتميل للاستمرار في فترة المراهقة وسن البلوغ "،وأن عدد الحالات المشخصة من هذا الاضطراب تزداد باستمرار، على الدوام، فإن حوالي 1 بالمئة من سكان العالم مصابون بمرض التوحد، أي حوالي 70 مليون شخص. ومن الأسئلة التي طرحت على المنظمة : هل يعاني الأشخاص المصابين بالتوحد من إعاقات ذهنية على الدوام؟ مستوى الأداء الذهني لدى المصابين باضطرابات طيف التوحد متغيّر جداً، وهو يتراوح بين قصور شديد وآخر طاغٍ في مهارات المريض المعرفية غير اللفظية. وتشير التقديرات إلى أن حوالي 50% من المصابين بالاضطرابات المذكورة يعانون إعاقات ذهنية.
ما الذي بوسع الوالدين أن يفعلاه لمساعدة طفلهما المصاب بالتوحد؟ يؤدي الوالدان دوراً أساسياً في توفير الدعم اللازم لطفلهما المصاب بالتوحد، وبمقدورهما أن يساعدا في ضمان إتاحة الخدمات الصحية والتعليمية للطفل وأن يقدمان بيئات رعاية وتحفيز لدى نموه. وثبت في الآونة الأخيرة أن مرضى التوحد بالمملكة 1% من عدد السكان.
معدلات طفل التوحد بالسعودية
وأظهرت الهيئة العامة للإحصاءات العامة والمعلومات للتعداد العام لسكان المملكة لعام 2020 بلغ عدد سكان المملكة العربية السعودية 32 مليون نسمة ولكن في اخر إحصائية بالتفصيل في عام 2018 بلغ منهم 18,707.576 سعودي، بنسبة 70%، و8,429,401 مقيم، بنسبة 30% ، ووفقاً لإحصائيات الإصابة الجديدة حسب التقديرات العالمية باحتمالية وجود تقريباً حالة واحدة في كل 80 إلى 100 مولود، فإن العدد المقدر لحالات التوحد وفقًا لإجمالي عدد السكان يبلغ 271,639 نسمة، بنسبة 1%، مصاب سعودي بنسبة 0,7%.
وتكشف بعض من الأرقام أن الذكور معرضون للإصابة بالتوحد أكثر من الإناث بمعدل 4 أضعاف. ولا يزال 80 بالمئة من كبار السن يعانون من المرض وهم عاطلون عن العمل ،والتوحد حالة عصبية تظهر في مرحلة الطفولة المبكرة، إذ يتصف المصاب به بضعف التفاعل الاجتماعي، والتواصل اللفظي وغير اللفظي، وبأنماط سلوكية مقيدة ومتكررة. وللتوحد أسس وراثية قوية،
ومما رأينا من الاحصائيات يجب على المجتمعات أن تساعد مرضى التوحد وتقف بيد مستمرة وتدعمهم في هذه الحالات وهي قابله للعلاج فليس كل مريض عالة على المجتمع.
ويذكر الدكتور: سليمان صالح الجمعة رئيس قسم علم النفس بجامعة الملك سعود
"أن الاطفال المصابون بهذا المرض لديهم ثلاث صعوبات رئيسية وهي العلاقات الاجتماعية اي صعوبة التكيف مع الاشخاص الاخرين و اللغة نعني بها عدم التحدث أو صعوبة الكلام وأيضاً قد يكرر كلمات، عبارات أو مصطلحات، لكنه لا يعرف كيفية استعمالها، و السلوك فهم في بعض الاحيان يصبحون عدائيين جداً ويصابون بالذهول والانبهار من أجزاء معينة من الأغراض، مثل دوران عجلة السيارة وايضاً لديهم حساسية من الاضواء ، ولا يوجد اي علاج حتى الان نستطيع تقدميه للمرضى توجد حالات مختلفة تقبل العلاج بطريقة تقليديه وهي:
العلاج السلوكي: وهو مساعدة المرضى بالحالات التعليمية وتحسين قدراتهم وتطويرهم للتواصل الاجتماعي أو التفاعل الاجتماعي .
العلاج التعليمي: بمعنى تكثيف الدراسة والقيام بالعديد من الأنشطة و المهارات .
العلاج العائلي:وهو مساعدة العائلة لطفل التوحد بالتفاعل معه واللعب بالأوقات التي يرغب بها وعدم وعده بأمور لا يمكن تنفيذها.
كما ذكر الشيخ والداعية محمد بن عبد الرحمن العريفي في أحد خطبه "أحوال الناس اليوم وجدنا أن بعضهم ابتلي بطفل أصيب بشي من هذي الأمراض ،اما أصيب بمرض التوحد أو متلازمة داون إلى غير ذلك من الأحوال وإن هؤلاء إن احتسبوا أجرهم عند ربهم جل في علاه كان لهم في ذلك ثواب عظيم، قال نبينا صلوات الله عليه وسلامه عليه "يود أهل العافية يوم القيامة حين يعطي أهل البلاء الثواب، لو أن جلودهم كانت قرضت في الدنيا بالمقاريض "وإذا نظرت في أحوال الناس وجدت أعدادا كبيرة منهم اليوم قد ابتلوا بأنواع من هذا البلاء، والصبر على هذا من أعظم القربات، ورحمة هؤلاء ومساعدتهم لمن كان يحتاج منهم، بعضهم يحتاج إلى مساعدة، بعضهم يريد أن يدرس ولده في مدرسة للمعاقين، أو في مدرسه لمتلازمة داون أو للتوحد وغير ذلك، ولا يجد من يعينه، ومع الأسف أننا في البلد لا نزال مقصرين في مثل هذا، ولا يزال كثير من الذين أبناءهم مصابون بمثل هذه الحالات، سواء بالتوحد أو متلازمة داون، أو غير ذلك من الأمراض أو فصام لا يزالون إلى اليوم يذهبون بأولادهم إلى خارج المملكة من أجل علاجهم، عيبٌ أن يوجد عندنا هذه الثروة وهذه الميزانية الضخمة، ولا يزال إلى اليوم لا يوجد لدينا مراكز تستطيع أن تحتضن هؤلاء.
دور المعلم في حياة الطفل التوحدي
وفيما يخص دور المعلم في حياة الطفل التوحدي فقد تحدثت إلينا الأستاذة الاخصائية أمل سليماني قائلة:
"إن دور المعلم هو الذي يعدل في سلوكيات الطفل وإعطائه المهارات الأساسية ويجعله يتقنها، وأطفال التوحد يختلفون منهم من هو طفل توحد مصحوب بإعاقة عقلية ومنهم من هو غير مصحوب بإعاقة عقلية ،ولا نميزهم عن بعض أو باختلاف ، وهم أطفال جدا مبدعين ويملكون نسبة ذكاء عالية جدا .. ونتعامل مع الطفل التوحد بعدة درجات توجد درجة التوحد البسيط والمتوسط والشديد ، وطبعاً لا يوجد أبداً طفل يشابه طفل أخر، وأيضا يوجد أطفال توحد ناطقين وغير ناطقين مشكلتهم الأساسية أن التوصيلات لاتصل إليهم مثل الأطفال الطبيعيين بمعنى أن الفهم لا يصل إليهم بطريقه طبيعية يفهم عن طريق البطايق أو الصور ،يوجد برنامج ترسم عليه الصور والبطائق وهو(البورد ميكر ) يعني أن الطفل لا يصرخ أو ممنوع ويستخدمها بحياته اليومية ،وتوجد عدة مجالات للمعلم منها الانتباه والتقليد ومجال الحركي الدقيق ومجال الحركي الكبير والفنية و الإدراكي والأكاديمي وما قبل الأكاديمي وهذه المجالات يجب أن يعمل عليها المعلم على الطفل ،ويقدم المعلم مهارات جديده للطفل لا توجد لديه ، يوجد أطفال توجد لديهم قدرة استيعاب سريعة جدا بالمهارات ويصلون بسرعه لمهارات قبل الأكاديمي معنى ما قبل الاكاديمي هي التي تؤهل الطفل لدخول المدرسة للدراسة ومن مهارات قبل الاكاديمي هي العلوم المبسطة مثل الألوان والفواكه و التصنيف و التعرف على الأشكال و التعرف على المفاهيم التي هيا كبير وصغير ويمين وتحت طويل وقصير ،و هذه اغلب ما نفعله نحن المعلمين بدورنا واشكر حقاً من يساعد في نشر هذا الدور السامي لأبنائنا واشكر المملكة العربية السعودية وقيادتها لمساعدة أطفال التوحد.
ختاما يمكننا القول بأن التوحد أحد العلوم الجديدة التي ما زالت قيد التطوير و الدراسة ، وبمجرد النظر للمشاهير في هذا المجال مثل نيوتن و آينشتاين من أحيوا علوماً سيظل الأجيال يتوارثونها و يطورونها على مر الأزمان و العصور ، نستطيع القول بأن الله قد جعل الأمل خلف كل ضائقة و عادة ما يخرج العظماء من أنقاض المتاعب و الصعوبات ، فقط كن مع الله يكن معك .